******** من اجل امرأة *********قصة قصيرة

......من اجل امراة.......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
كان الوقت ما زال مبكرا عندما استيقظ من نومه بطريقة اعتيادية وكانه برمج نفسه علي الاستيقاظ في هذا الوقت من كل يوم.
ولكن في هذا اليوم لم يستطع ان يقاوم هذا الشعور الذي سيطر عليه كليا , لم يستطع ان يقاوم هذا الشعور الذي احتل كيانه كله وراح ياكل جسده وتفكيره رويدا رويدا.
لقد اشتاق قلبه كثيرا اليها , احس انه يجب ان يراها, احس انه في حاجة الي سماع صوتها الرقيق الذي يحول عالمه الصغير الي عالم خيالي كل ما فيه يدعو الي الحب والطمأنينة, احس انه لابد وان يري وجهها المنير الصبوح كي يستمد من بريق عينيها المضي حماسه المفقود منذ اخر لقاء لهما معا.
لذا فقد اسرع يرتدي ملابسه في لهفة وشوق متناهيين كما كان يفعل في كل لقاء يذهب اليها فيه, فهو الذي لم يرها منذ شهر كامل دون مبررات , وكلما حاول ان يتكلم معها عبر الهاتف كان خارج نطاق الخدمة ولم يستطع ان يفعل شيئ سوي الذهاب الي مكان تلاقيهما معا وانتظارها بالساعات.
وسار في طريقه متلهفا لرؤيتها وسماع صوتها , وبينما هو كذلك مر امامه شريط من الذكريات القريبة التي جمعتهما معا في ايام وردية لا يمكن ان ينساها مهما طال عمره او قصر, تذكر كلماتها الرقيقة التي تخرج من فمها الصغير كسيمفونية عذبة رائعة , تذكر صورة وجهها الرقيق الملامح وكأنها ملاك صغير يعربد في خياله .
وقد قطع عليه وصوله الي مكان تلاقيهما معا شريط ذكرياته معها, فافاق ذهنه دفعة واحدة وبنفس اللهفة والشوق المكنون بداخل قلبه اسرع واحتل المقعد الذي تعودا ان يجلسا عليه معا في هذه الحديقة المزدهرة بالورود والرياحين والاشجار الجميلة المورقة الشديدة الخضرة , وذلك الجو الهاديء الذي ينتشر في انحاء الحديقة كلها , وسمع صوت الطيور من حوله تغرد في سعادة غامرة.
وانتظر

وانتظر

وانتظر
وطال انتظاره ساعات وساعات اخذ يعدها دقيقة دقيقة بل ثانية ثانية وهو في انتظار شروق الشمس برؤية وجهها مرة اخري, ولكن ما من فائدة , انتظر وانتظر وانتظر ولكن لم يحظي برؤيتها كالمعتاد.
وعندما تاخر الوقت كثيرا قام وهو منكس الرأس دامع العينين منفطر القلب منطلقا الي حيث العودة الي منزله مرة اخري والجلوس في شرود في انتظار اليوم التالي حتي يتكرر له نفس المشهد المؤلم.
اخذ يمشي في بطء شديد يجر رجليه علي الارض جرا وهو متطأطأ راسه كمن اصابته مصيبة , او كالذي اصابته حالة اعياء شديدة القساوة.
وفجأة ....
وبدون اية مقدمات استيقظت حواسه كلها دفعة واحدة
وبلا اية مقدمات وجد نفسه يرفع رأسه في سرعة ولهفة ليستطلع ما امامه , لقد سمع صوتها
نعم سمع صوتها ياتي علي مقربة منه وكانت المفاجأة.....

مشهد هزه من اخمص قدميه وحتي اعلي شعرة في راسه , مشهد كان كافيا لان يكون قرارا رسميا بأخراج روحه من جسده .
( نعم )
لقد اصبح جسدا بلا روح

لقد راها امامه بوجهها المشرق وفمها الصغير وروحها الخفيفة الناعمة ولكن المفاجأة انها كانت بصحبة شاب اخر لا يعرفه ابدا .
كانت تسير بجانبه في هدوء يتبادلان الضحكات باعلي صوتهما غير مباليان بمن حولهما
وللحظة....
التقت عيونهما في مشهد مثير لا استطيع وصفه لكم
للحظة ....
احس وكان قدمه لا تستطيع حمله
للحظة....
احس وكانه غير قادر علي النطق بكلمة واحدة.
واخيرا استطاع ان يفيق من وقع الصدمة المؤلمة علي نفسه المسكينة
فالقي اليها نظرة اخيرة ويالها من نظرة.....
نظرة اخيرة جمع فيها حب وذكريات كل هذه السنين الماضية وحولها الي كره شديد لمسته هي خلال نظرته اليها.
ثم تركها وانصرف كانه لم يرها مطلقا , وسار في طريقه لا يكاد يصدق نفسه فيما جري
لعلي احلم
اهذا حلم
لعلها لم تكن هي ولكن ....
ما من جواب
واخيرا وصل الي منزله دلف اليه في سرعة كالبرق الخاطف ودخل الي غرفة نومه ثم ارتمي علي سريره
واخذ يبكي

ويبكي

ويبكي

كان يبكي بحرقة شديدة حتي اعلنت عينيه نفاد ما بها من دموع , ظل يبكي حتي اعلن قلبه وعقله انهاء هذه الماساة التي حلت عليه.
فقام معتدلا وها من روعه ونفسه الثائرة وبريق عينيه يشع نورا وسط الظلام معلنا انتهاء الماساة واتخاذ القرار المناسب
وقد كان قرارا خطيرا جداااااااااااااااااااااااااا
هنا فقط قرر ان لا يسلم قلبه لاي فتاة مرة اخري مهما بلغ مدي حبه لها.
وقرر ايضا وبحزم شديد ان لا يبكي مرة اخري......
من اجل امرأة .