غربة الحروف............

هنا امضي وحيداً بين اغصان الذكرى وتراتيل الوجود وعلى مسارح الاهات
المطلة على نوافذ الحسرة , ووجدت قلبي صامت حزين يدون كلماتة همس شكاً
وتكهناً , خوفا من البوح وهروباً من ظلال استفساراتي اليتيمة وما اقسى المعاناة
على هامش الانتظار وما اقسى الصمت الذي لا يراعي جغرافية الألم وحقيقة الانتماء
امضي وحيداً مع بقايا كلماتي وهذيان حرفي نتخطى موائد البلهاء المنصوبة فوق ارصفة
الحزن , ساوجز هنا لعلني انتعل الصمت في صورة النزف واعشق التراكيب المعقدة لغاية
الاعتراف بصيغة الاحتمال الذي يحمل كل اجوبة المتناقضات ...

من حدود العصيان نسجت حكايتي
تمرد يعلن حالة الرفض للواقع البليد
هدمت اركان الرتابة والمألوف
فاليوم ظرف زمان يتلاشى مع الغروب
والامس مقتول بقد وكان حروف تحتل ازمنة الوجود
والمستقبل وعود تشبة الرماد المتطاير فــــ الهواء
وتواريخنا تدون وترتسم بمبداء القوة والفوز
حتى الانسان مع مرور الايام يصبح مجرد ذكرى وسط التراب
ويظل الزمن عاجز عن اظهار وجه الحقيقة
والشي المؤكد اننا وجدنا كي نعيش ""

ازف كلماتي من محراب القلم من واقع المحيط من الهمسات التي تحتضنها صدور
البشر , ازفها للحياة للوجود للألق الروحاني , ازفها من عمق الاحساس ومن شرنقة
العاطفة , ازفها بعقلية التلميذ الى الذين يقتانون فتات الوجود ويتجرعون مأسي التواجد..
لست ممن يمجدون الوهم ولا من عشاق البطولات الزائفة , اتمنى ان تبقى الحياة بين
صرخة ألم ومضة أمل بين اشراق نور وظلمة ليل , كي تكون صرخة الم دافع للصمود
والثبات لتعيد روح الاصرار الى النفس. وتجعلها اكثر فهماً باسرار الحياة وتقلباتها , ومضة
أمل كي تكون شعاع فرح يغزو القلوب الحائرة الغارقة بالهموم والمتثقلة باعباء الواقع ..

الحياة اراها لوحة سرمدية ( قزحية وجود ) متعددة الزوايا ومختلفة الاشكال وكثيرة الالوان
كالفصول الاربعة . لا يراها كذلك الا من نزل من برجه العاجي وشعر بعمق جراح منسحقي القلب
وغاص في اعماق الافئدة الراقصة فرحاً والمتمايلة حزناً , واسعد الناس واقربهم للرؤية الصحيحة
الذي يرى هذة اللوحة بكل ابعادها وتجلياتها ...
وفي ظل هذا العالم الذي يمجد المادة ولغة الارقام قد تصعب الرؤية , ولكننا لا نستطيع تبديل الاحزان
بالافراح ولن نقدر منع قطرات الاسعاد والابتهاج المتسللة للافئدة العطشى للامان والسكون ,
الحياة قال لي معلمي انها طيف اطياف ولم ادرك ذلك الا عندما كبرت وعشت اللقاء والفراق والالم
والفرح حينها عرفت ان النفس البشرية تكتنز داخلها تموجات الفرح وذبذبات الحزن ... وبين صرخة
الالم ومضة الامل " وجدت انا وانت :: فمن اراد الانتصار في معركة الحياة ...
يجب ان يدرك ان الفرحة لاتدوم وان الحزن مهما طال يتلاشى